fbpx
Search

النسخة القديمة من أمي تصف معاناة كل أنثى

تسرد الكاتبة حفصة جاسم البلوشي في رواية النسخة القديمة من أمي مراحل تطور المرأة وكل ما تمر به بداية من والدتها وحتى تصبح جدة عجوز بالسن، مستعينة بأيات من القرأن الكريم للتأكيد على كلامها، كما استعانت بالعديد من التشبيهات البلاغية العميقة التي تصف ما يحدث للمرأة بكل رقي وألم في نفس الوقت، بجانب كل مظاهر الجمال والإبداع في الرواية لم تكتفي الكاتبة حفصة جاسم البلوشي بذلك فقامت بإضافة العديد من الخواطر العامية في روايتها النسخة القديمة من أمي.

 

البلاغة في رواية النسخة القديمة من أمي

كما تصور رواية النسخة القديمة من أمي للكاتبة حفصة جاسم البلوشي كل طقوس الأم القديمة في تربية الأبناء، وتصف حنان الأم في التعامل مع أولادها واحتوائها لهم وعطفها عليهم وتسامحها معهم، وهي الصورة التي لازالت راسخة في إذهاننا كلنا عن الأم والتي عندما نتذكرها نبكي شوقًا وحبًا، الأم التي تستيقظ دائمًا من عز نومها لتقوم بسحب طرف غطائها لتغطي النصف الآخر من وجه الأطفال وأن لم تجد ما تستر به أبنائها سترتهم من جسدها.

كما توضح رواية النسخة القديمة من أمي، أن المرأة مهما طال بها العمر تظل كما هي بنفس الحنان والحب واسكانة الشاي والأحاديث، حتى وأن رحلت ترحل هي ولكنها في نفس الوقت لم ترحل، فكل مكان بالمنزل تستنشق بها عطرها وتستمع لكلماتها ونصائحها وكأنها بجوارك.

ستجد بالرواية رحلة شعرية وبلاغية كبيرة تجعلك تعيد قراءة الجمل أكثر من مرة لتستوضح ما بها من معاني عربية أصيلة ومن ضمن تلك المعاني البلاغية:”أن يا روح غنّي سبعًا في الأرض محل مُغتربُ أن يا طفلي صلِّ سبعًا في الأُخرى جن يرتعبُ ويغالي في الله يقول للطاعة فيك ويجتنبُ صلي يا طفلي سبعًا”.

وتخللت رواية النسخة القديمة من أمي نصائح الجدة التي كانت تضيف لحياتنا البهجة والتوازن ومن ضمن هذه النصائح قالت حفصة عن شخصية الجدة:”ختمت الجدة حديثها وهي تقول: قلت لها مرارًا إن الدنيا بضعة دراهم سوف تسرق منك فلا ترهقي قلبك عليها”، وسميت حفصة هذا الفصل بكقراط جدتي لأنها دائمًا كانت تهتم بنصائح جدتها وتعلقها مثل الأقراط في الأذن لتستخدمها فالوقت المناسب.

كما رسمت الكاتبة حفصة جاسم البلوشي علاقة الأم بطفلها حتى وأن توفى ولكن قلبها يبقى على العهد من الذكرى والتعلق بطفلها الصغير وقالت تعبيرًا عن هذه العاطفة:”هم قتلوا طفلها لكنه أحياها في نفسها فحرّي بها أن تعشقه حدَّ الّلألم الذي يبقيها متيقظة ينهك النوم في أخذها بين أحضانه؛ فهي تريد السماء”.

القصص الدينية في رواية النسخة القديمة من أمي

استشهدت الكاتبة حفصة جاسم البلوشي بالعديد من القصص الدينية مثل قصة أم نبي الله موسى عليه السلام، عندما رمته باليم لتنجيه من الهلاك والموت وكيف أن الله حفظ لها طفلها وأعاده لها مرة آخرى:”كما حَرَّمت المراضع عن موسى حرِّم عليهم ذنوبا يقترفونها ليقذفوها في قلوب أطفالي، وسكنت تلك الليلة عن كل شيء إلا عن بيعة الشيطان لهم”.

واستخدمت حفصة البلوشي أرقى المعاني للتعبير عن الحب الغير مشروط عندما قالت:”أحبيني إذا سرِقَت  نقود الحب من جيبي أحبيني إذا رقصت فتاة الهم في حجري أحبيني إذا مت  وأحييني بطُهر دعاء  أحبيني إذا كُنت بلا روح تَدق هواه”.

تكلمت حفصة البلوشي عن معجزات الأم عندما تدعو الله فيستجيب لها وقدرتها على التحمل وأخفاء معاناتها:”غريبة هي عندما تنتظر أبواب السماء تُفتح،ولكن الأغرب حينما تجد وجنتيها مبللتين بالدموع وتقول لصغارها: ها قد حل المطر فادعوا فإن الدعاء مستجاب”.

ووضحت ألم الفراق وحسرة فقدان الأحبة إلى الأبد فقالت:”لم يبقَ لها شيء عندها أبدًا، الأبد الذي لا تشتاق إليه، الأبد الذي انتهك حرمة النظر إلى وجهها وتناثر السم من على جسدها، للأبد”.

وتذكر الكاتبة حفصة البلوشي وصايا الأم الحنونة لابنتها حتى إذا وفتها المنية فتقول:”كوني بخير يا جميلة، لو تعثّر مَبْسَمِكْ، صيري سِما، صيري هوا، صيري لِشَيْ يِشابِهِك”.

وتكلمت حفصة البلوشي عن فن تقبل الإعتذار وألا نعاقب المخطأ مرتين مرة بالفراق ومرة بعدم احترام الإعتذرار والتقليل منه:”لا كبرياء عند الاعتذار؛ فعندما نجازي الجفاء بالجفاء والقسوة بالقسوة والكلمة بالكلمة فأي ليّن ظل وأي رحمة تلك التي انتزعت من صدورنا”.

يمكنك قراءة الكتاب بالكامل من هنا “النسخة القديمة من أمي

 

 

Shopping Cart
Scroll to Top